ا.عبد العظيم درويش ...........استاذ واستاذواستاذ

تعليق يكتبه ـ عبدالعظــيم درويش

‏99 %‏

كان يخرج صباحا ليعود ليلا‏..‏ وكان يخرج ليلا ليعود صباحا‏..‏ فلا شئ يهم فقد كان الوقت أو ساعات

الحياة بالنسبة له في النهاية مجرد بضعة دولارات يبدلها في أي مكتب للصرافة إلي جنيهات يطعم بها

طفليه وزوجته وأمه‏..!!‏كان معتادا علي أن يصارع الزمن بحثا عن الحياة إلي أن خرج ذات ليلة ولم

يعد فقد صرعته رصاصة من سفينة أمريكية كان يعتقد أنها مصدر جديد لرزقه إلا أن ركابها غدروا

به‏..!!‏كان ثلاثة أحرف تلخص دراما الحياة‏..‏ تثير في النفس شجونا‏..‏ تفجر حزنا‏..‏ تحفر خطوطا عميقة

للألم‏..‏ حروف ثلاثة اعتادت أن تفرق‏..‏ تفصل‏..‏ تنهي‏..‏ تدمي قلوب يوجعها دوما ألم الفراق خاصة إذا ما

اختطف طائر الفراق العائل الوحيد للأسرة‏.!!‏كان تعبير أصبح لزاما علي أرملته أو أمه إلحاقه علي اسم

محمد فؤاد عفيفي بمبوطي بور توفيق الذي صرعته رصاصات السفينة الأمريكية جلوبال باتريوت

والذي خرج ليلا بحثا عن رزق يناجي ربه أن ينعم به عليه فمن خلاله يستطيع أن يرتب يوما جديدا في

حياته التي كانت تتسم بالتوكل أو العشوائية إلا أن مصيره لم يترك له فرصة‏!!‏الشئ الوحيد المؤكد في

حياته التي كانت هو انه لم تتح له أية فرصه للاختيار سواء في حياته أو لحظة موته‏..‏ فالفقر لم يكن

رغبته‏..‏ ووحشة الاغتراب كانت مفروضة عليه حتي في وطنه‏..‏ والعيش علي هامش الحياة لم يكن

اختياره‏..‏ حتي لحظة الموت برصاص الغدر كانت مصيره الذي فرضه عليه تآمر الصلف واللامبالاة

التي اعتادتها شعوب العالم من قادة وقوات من يسكن البيت الأبيض سواء كان فيلا ديموقراطيا أو

حمارا جمهوريا‏..!!‏حتي هذه اللحظة لم أجد مبررا واحدا لحالة الصدمة التي فوجئ بها المجتمع نتيجة

الصمت الحكومي‏..‏ فمن اخترقت رصاصات الغدر جسده هو مجرد واحد من فئة مهمشة من المواطنين

الذين ليست لهم أنياب أو حتي أظافر‏..‏ مواطنون محدودو الدخل أو معدموه‏..‏ يقاتلون من

أجل لقمة

عيش‏..‏ يصارعون الفقر غير أنهم في النهاية يستسلمون له ويغادرون الحياة حتي ولو كان عبر بندقية

مختومة بخمسين نجمة‏..!!‏وربما جاءت تأكيدات رجل الدولة صفوت الشريف التي اخترقت الصمت

الحكومي ـ بأن مصر لن تتهاون في حق أي مصري ولن تفرط في دمه وأنه رغم اعتذار بوش والإدارة

الأمريكية وسفارتها في القاهرة فإنها ستحاسب المخطئ ـ لتمسح دموع أطفال البمبوطي ولتثأر لأمه

ولأرملته‏!!

‏بقي سيئ واحد يفسر ذلك الصمت الحكومي تجاه الحادث وهو أنه مثلما كان كبير العائلة السادات

مقتنعا بأن أمريكا تمتلك‏99%‏ من أوراق حل قضية الشرق الأوسط فإنه يبدو أن حكومتنا هي أيضا

اقتنعت بأن‏99%‏ من أوراق حل قضية الزيادة السكانية في أيد أمريكا فلذا فإنها تخطط لجمعنا نحن

المواطنين في قارب يعبر بنا قناة السويس فربما تصادفنا باخرة أمريكية وتريح الحكومة

من همومنا‏!!‏

================تعليقآ من عندى

اهوه محمد ده شهرته جت بعد موته سبحان الله زى محمد عطا المدعى عليه باحداث 11سبتمبر 2001وله فى خلقه شئون