*********لا تغضب************
هذه وصية من الحبيب صلى الله عليه وسلم ، من أبلغ الوصايا ، ومن أشملها ، مع قصر كلماتها ، وإيجاز عباراتها ، فهي حقا من جوامع الكلم ، جمعت أطراف الحكم ، وأغنت عن خطب الأدباء ، وأعجزت اختصار البلغاء ، لو عملنا بها سمت نفوسنا ، لو عملنا بها علت هممنا ، لو عملنا بها طهرت قلوبنا ، لو عملنا بها صفت سرائرنا ، واستنارت بصائرنا ، وتقشع من حولنا دامس الظلام ، وتلاشت - أو كادت - كثير من الآلام ، والأسقام .
وافتح لاستيعابها قلبك ، وأصغ لها سمعك ، وأرخ لها عنان كبريائك ، لتحملك إلى الراحة والدعة ، والسكينة والطمأنينة ، وإن كنت أعلم أنك تعلم هذه الوصية ، وتحفظها ، ولكنها تذكرة لمن يخشى ، ليعمل بها ، ولتكون علامة بارزة في دينه ودنياه ، فاستمع يا رعاك الله ، إلى ما أخرجه البخاري من حديث أبي هريرة رضي الله عنه ، أن رجلا جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : أوصني ، قال : لا تغضب . فردد مرارا ، قال : لا تغضب .
وعند الترمذي ، عن أبي هريرة قال : جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، قال : علمني شيئا ولا تكثر علي ، لعلي أعيه ، قال : لا تغضب ، فردد ذلك مرارا ، كل ذلك يقول : لا تغضب . وعند أحمد : أن رجلا قال : يا رسول الله ، قل لي قولا وأقلل علي لعلي أعقله ، قال : لا تغضب ، فأعاد عليه مرارا ، كل ذلك يقول : لا تغضب.
وكل عاقل جال فكره في مضمون هذه الوصية سيدرك حقيقتها ، وصدقها ، فالغضب رأس البطش ودافعه ، وسبب من أعظم أسباب الظلم والطغيان ، ربما سفك الدم الحرام ، ربما جر المرء إلى الاعتداء ، وكم رمل الغضب من النساء ، وكم يتم من الأطفال ، وكم أدى إلى تشتت أسر ، وفرق بين الأحبة ، وقطع أواصر صلة الأرحام ، وكم ، وكم ، وكم ، حتى وإن عاد صاحبه فعض أصابع الندم ، فما ينفعه الندم ، بل زاد من حسرته ، وضاعف عليه الألم . وفي القبور من ضحايا الغضب كثير جدا ، إما بسبب غضب أدى إلى إزهاق نفس ، ثم تبع ذلك القصاص ، أو الحد ، أو قتل الغضب صاحبه بجلطة أو نوبة قلبية ، أو في الدماغ ، فكم رفع الغضب من ضغط المرء حتى أهلكه ، أو رفع داء السكري عنده ، فأفقده بصره ، أو شل له جزءا من جسمه .
فتأمل الغضب تجد أثره على المجتمع ، وعلى النفس وعلى الأمن ، وعلى الاقتصاد أيضا ، فحق هو جماع الشر كله ، فلو ترك المرء الغضب تجنب كل مساوئه الذميمة ، وصدق الله حين قال : خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين .
وكل عاقل جال فكره في مضمون هذه الوصية سيدرك حقيقتها ، وصدقها ، فالغضب رأس البطش ودافعه ، وسبب من أعظم أسباب الظلم والطغيان ، ربما سفك الدم الحرام ، ربما جر المرء إلى الاعتداء ، وكم رمل الغضب من النساء ، وكم يتم من الأطفال ، وكم أدى إلى تشتت أسر ، وفرق بين الأحبة ، وقطع أواصر صلة الأرحام ، وكم ، وكم ، وكم ، حتى وإن عاد صاحبه فعض أصابع الندم ، فما ينفعه الندم ، بل زاد من حسرته ، وضاعف عليه الألم .
وفي القبور من ضحايا الغضب كثير جدا ، إما بسبب غضب أدى إلى إزهاق نفس ، ثم تبع ذلك القصاص ، أو الحد ، أو قتل الغضب صاحبه بجلطة أو نوبة قلبية ، أو في الدماغ ، فكم رفع الغضب من ضغط المرء حتى أهلكه ، أو رفع داء السكري عنده ، فأفقده بصره ، أو شل له جزءا من جسمه .
فتأمل الغضب تجد أثره على المجتمع ، وعلى النفس وعلى الأمن ، وعلى الاقتصاد أيضا ، فحق هو جماع الشر كله ، فلو ترك المرء الغضب تجنب كل مساوئه الذميمة ، وصدق الله حين قال : خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين .
منقول كما هو من.
( الكلم الطيب)**
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق