احزان الملائكة...............................

هموم الملائكة

للملائكة مهام ينفذونها ولهم أيضا هموم‏..‏
يحدثنا الله عن طرف من هموم الملائكة فيقول سبحانه في القرآن الكريم‏
:‏ الذين يحملون العرش ومن حوله يسبحون بحمد ربهم ويؤمنون به ويستغفرون للذين آمنوا‏,‏ ربنا وسعت كل شيء رحمة وعلما‏,‏ فاغفر للذين تابوا واتبعوا سبيلك وقهم عذاب الجحيم‏,‏ ربنا وأدخلهم جنات عدن التي وعدتهم ومن صلح من آبائهم وأزواجهم وذرياتهم إنك أنت العزيز الحكيم‏,‏ وقهم السيئات ومن تق السيئات يومئذ فقد رحمته وذلك هو الفوز العظيم‏.‏

أيحس القارئ بالدهشة؟‏!‏

ألا يثير الدهشة أن يهتم الملائكة الذين يحملون عرش الله بالخاطئين من البشر؟

ألا يثير التحير أن تكون هموم الملائكة من حملة العرش هي الخوف علي البشر من عذاب الجحيم‏,‏ والدعاء لهم بالفوز العظيم ودخول الجنة؟

تعلمنا تجارب الحياة أن معظم الخلق يفقدون رءوسهم في الارتفاعات الشاهقة‏,‏ وربما فقدوا ذاكرتهم ونسوا أصدقاءهم وأهليهم‏,‏ إن مجد القمة يفتن المخلوق عادة وينسيه كل شيء‏,‏ وأي ارتفاع يحققه الإنسان لا يقارن بارتفاع الملائكة من حملة العرش‏.‏

تأمل كيف ترسم الآيات صورة مذهلة لنبل الملائكة وكرمهم‏,‏ إن مجدهم وقربهم من الله لا ينسيهم خطأ الخاطئين وتوبة التائبين‏,‏ فيدعون لهم بالرحمة‏,‏ ويدعون لهم بالنجاة من أحزان الجحيم‏,‏ ويستغفرون لهم ويدعون الله أن يدخلهم جنات عدن‏.‏

ومن المدهش أن أهوال يوم القيامة والبعث والحساب‏,‏ لا تنسي الملائكة رحمتهم بأبناء آدم‏,‏ ولا ينسون الشفاعة لهم‏,‏ ويعلق الله سبحانه قبول هذه الشفاعة علي مشيئته وعلمه حتي تفيض الرحمة علي من يستحقها‏.‏

تأمل رحمة الله بالملائكة ورحمته بالبشر‏..‏ وتأمل كرم من تقدست ذاته وتعالت صفاته فقد صاغ نفوس ملائكته من النبل المحض والنقاء المطلق والرحمة الواسعة‏,‏ وأوحي إلي الملائكة أن يستغفروا لأبناء آدم‏,‏ وبلغت رحمته حدا يقول فيه‏:‏ هو الذي يصلي عليكم وملائكته ليخرجكم من الظلمات إلي النور‏,‏ وكان بالمؤمنين رحيما‏

*****************

منقول من

جريدة الاهرام المصرية

يوم9/ ابريل/2008

صندوق الدنيا

أ.احمد بهجت