‏إظهار الرسائل ذات التسميات اللهم صلى وسلم وبارك عليه على آله اجمعين. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات اللهم صلى وسلم وبارك عليه على آله اجمعين. إظهار كافة الرسائل

الخميس، أغسطس 07، 2008

عبقرية محمد(صلى الله عليه وسلم)




"كان عالما متداعيا قد شارف على النهاية...خلاصة ما يقال فيه : انه عالم فقد العقيدة كما فقد النظام..... بيزنطة قد خرجت من الدين إلى الجدل العقيم.... وفارس سخر فيها المجوس من دين المجوس ،والحبشة ضائعة بين الأوثان المستعارة من الحضارة تارة ومن الهمجية تارة....وبين هذه الدول المتداعيات ، امة ليست بذات دولة ..فى أيديها تجارة القوافل من خليج فارس الى بحر الروم ، امة تيقظت لوجودها ثم رأت هؤلاء المحيطين بها يجورون عليها ... فهرقل الرومي يرسل إلى مكة من يحكمها، أبرهة الحبشي يزحف الى مكة بمن يهدم كعبتها وفارس تطغى على شرق البلاد وجنوبها
وفى مكة حالة لاأستقرار فيها
فمن هنا الترف والطمع وتسخير الأقوياء للضعفاء...... ومن هنا الفاقة والحسرة والشك في صلاح الأمور
وقبيلة قريش في مكة لها شعبتان
أحداهما من أصحاب الترف والطمع واستبقاء ما هو قائم كما كان قائما
والأخرى من أصحاب التوسط بين القوى المستبد والضعيف المكره
وكان الرسول من بيت من تلك الشعبة الوسطى له كرم النسب وليس له لؤم الثروة الجانحة ،ذلك هو بيت عبد المطلب من صميم قريش ومن أشرف عشائرها وان لم يكن معدودا من أثرياءها
ورأس هذا البيت –عبد المطلب – هو سيد قومه "رجل قوى الخلق حكيم مع قوة طبعه
وأب من طينة الشهداء يتجه إليه القلب بكل ما فيه من حب ورحمة ، أقام مع عروسه ثلاثة أيام ثم سافر ليتجر فإذا هي السفرة التي لا يؤوب منها الذاهبون
كان النبي نبيلا عريق النسب
وكان فقيرا لا يطغيه بأس الأغنياء
وكان يتيما بين رحماء..فليس هو المدلل وليس هو المهجور المنبوذ الذي تقتله القسوة
نشأ خبيرا بضروب العيش في البادية والحضر تربى في الصحراء وألف المدينة ،رعى القطعان واشتغل بالتجارة وشهد الحروب ، واقترب من السراة ولم يبتعد من الفقراء
فهو خلاصة الكفاية العربية في خير ما تكون .... وهو على صلة بالدنيا التى أحاطت بقومه فلا هو يجهلها ولا هو يغامسها كل المغامسة فيغرق فى لجتها
أصلح رجل من أصلح بيت فى أصلح زمان لرسالة النجاة المر قوبة
قد ظهر ومكة مهيأة لظهوره لأنها محتاجة إليه والجزيرة مهيأة لظهوره لأنها محتاجة إليه والدنيا مهيأة لظهوره لأنها محتاجة إليه
قالت حوادث الكون :لقد كانت الدنيا فى حاجة إلى رسالة....
وقالت حقائق التاريخ :لقد كان محمد هو صاحب تلك الرسالة
ولا كلمة لقائل بعد علامة الكون وعلامة التاريخ."

--------------------------------------------------------------------------------
مقتطف من" عبقرية محمد"
و هو كتاب رائع كبقية سلسلة العبقريات....
لصاحب العبقريات
عباس محمود العقاد
منقول بتصرف