الاثنين، يونيو 09، 2008

اوباما

رحلة أوباما مع التاريخ
بقلم : حازم عبدالرحمن
الليلة نحتفل بنهاية رحلة تاريخية‏,‏ ونبدأ رحلة ثانية‏..‏ بهذه الكلمات‏,‏ أنهي باراك أوباما مرحلة الانتخابات التمهيدية في الحزب الديمقراطي الأمريكي أمام منافسته هيلاري كلينتون‏,‏ والتي استغرقت‏16‏ شهرا‏,‏ وبدأ الرحلة الأصعب لانتخابات الرئاسة ضد منافسه الجمهوري جون ماكين والتي ستجري يوم‏4‏ نوفمبر المقبل‏.‏‏(1)‏ أصبح أوباما‏,‏ أول أسود‏,‏ يخوض انتخابات الرئاسة الأمريكية عن أحد الحزبين الكبيرين في السياسة الأمريكية‏,‏ وللحق فإن الانتخابات التمهيدية التي جرت شهدت عملية صناعة للتاريخ بكل بساطة‏,‏ عملية شارك فيها الناس العاديون من كل الأنواع‏.‏ بمجرد إحصاء الأصوات وفرزها‏,‏ وتعيين الفائز والخاسر‏.‏ وأيا كان الفائز‏,‏ أوباما أو منافسته هيلاري‏,‏ فقد كان ذلك كفيلا بتحقيق هذه الصناعة ـ فقبل قليل من اشتعال حرارة السباق‏,‏ كان الحديث يدور عن أن الأمريكيين شعب محافظ‏,‏ وأنه لايمكن أبدا تصور أن يوافقوا علي تولي امرأة كرسي الرئاسة‏.‏ وعلي الرغم من هزيمتها‏,‏ فإن هيلاري كانت خصما عنيدا‏,‏ ولم يزد الفارق بينهما عن‏5%..‏ وهذا يعني أنه كما أن هناك تيارا يؤيد ترشيح رجل أسود من أب كيني وأم أمريكية بيضاء من ولاية كانساس‏,‏ فقد كان هناك تيار آخر لايقل قوة يؤيد ترشيح امرأة‏.‏وكل من يتابع محطات التليفزيون الأمريكية والأوروبية هذه الأيام‏,‏ يجد البساطة التي يتم التعامل بها مع الاحتمال القوي لأن يصبح رجل البيت الأبيض من أصول إفريقية‏.‏ فمحطة سي‏.‏إن‏.‏إن في لقطة سريعة ذكرت الجميع بالكفاح من أجل تحرير العبيد الذي بدأ عام‏1860‏ علي أيام ابراهام لينكولين‏,‏ والحرب الأهلية التي اندلعت في ذلك الوقت‏,‏ ثم مسيرة الحقوق المدنية للسود‏,‏ بقيادة مارتين لوثر كينج‏,‏ وكلمته الشهيرة عندي حلم ثم الشخصيات السوداء التي تملأ سماء العالم كله‏,‏ مثل كولين باول وسيدني بواتييه‏,‏ ودنزل واشنطن‏,‏ ومورجان فريمان‏,‏ ومايكل جوردان‏,‏ وكارل لويس‏,‏ وتايجر وود‏..‏الخ‏.‏ ولم يقل أحد من المذيعين إن هؤلاء الرياضيين هم شخصيات تافهة لا قيمة لها‏,‏ بل قالوا إنهم لعبوا دورا في تهيئة الرأي العام وإقناع الناس جميعا بأن الإنسان الأسود مؤهل لكل شيء ولأي شيء‏,‏ مثله مثل الأبيض والأصفر والأحمر‏.‏‏(2)‏ ولايعني هذا أن معركة أوباما المقبلة ستكون سهلة‏..‏ فلا جدال أنه كلما احتدم السباق بينه وبين ماكين‏,‏ وكلما اقترب الموعد من يوم انتخابات الرئاسة‏,‏ سيصبح الاستقطاب بين خصوم العنصرية وأنصارها شديدا‏,‏ وقد لايكون من السذاجة تصور أن جزءا من صعوبة المعركة التي خاضها أوباما ضد هيلاري يعود إلي تمركز أنصار التفرقة العنصرية واصطفافهم وراءها‏.‏وتقول استطلاعات الرأي العام حاليا إنه علي الرغم من أن الحزب الديمقراطي يتفوق في كل القضايا بنسب تتراوح بين‏11‏ إلي‏25‏ في المائة في كل قضية علي الحزب الجمهوري‏,‏ إلا أن أوباما لايتفوق علي ماكين إلا بنسبة‏1,6‏ في المائة فقط‏.‏ويشير هذا في جانب منه إلي وجود تباين واضح بين موقف الرأي العام الامريكي من الحزبين‏,‏ وموقفه من المتنافسين الرئيسيين‏..‏هناك ايضا نقطة مهمة‏..‏ وهي أنه إذا كانت الغالبية العظمي من المواطنين الأمريكيين يكرهون سياسات الحزب الجمهوري‏,‏ حتي أنه إذا قيل لهم إن الحزب الجمهوري يؤيد الشمس المشرقة‏,‏ فإنهم سيرحبون بالضباب والغيوم ـ علي حد قول الكاتب ديفيد بروكس في النيويورك تايمز ـ فإنه يلاحظ أيضا أن نقطة الضعف الرئيسية في أوباما هي انخفاض شعبيته بقوة بين الطبقة العاملة البيضاء‏,‏ والنساء البيض وهي التي كانت معقل قوة كلينتون‏..‏ والسؤال هو‏:‏ هل سينجح أوباما في الفوز بتأييدهما له؟ ويقول بروكس إنه لا يكفي أبدا أن تكون شعبيته عالية ومرتفعة جدا‏,‏ وله جاذبية شديدة بين المثقفين وذوي التعليم الراقي‏,‏ فهؤلاء لا يصنعون رئيسا‏..‏ وهو يلفت النظر إلي أنه أيا كانت نقاط ضعف أوباما‏,‏ إلا أن مصدر قوته ومنبع ضعف ماكين هو كراهية الغالبية العظمي من الأمريكيين للحزب الجمهوري بعد‏8‏ سنوات من حكم بوش‏.‏‏(3)‏ لاجدال في أن الولايات المتحدة بلد مذهل ومدهش‏..‏ ففي عز فترة الحرب الباردة والصراع ضد الاتحاد السوفيتي‏,‏ أطاحت برئيسها ريتشارد نيكسون من البيت الابيض‏,‏ في الوقت الذي كان فيه ليونيد بريجنيف يتربع علي عرش الكرملين‏,‏ ولايجرؤ أحد علي الاقتراب منه‏.‏وبعد سنوات ومع فورة الديمقراطية وسقوط نظم الحكم الشيوعية والاشتراكية في دول الكتلة السوفيتية‏,‏ جرت محاكمة الرئيس السابق بيل كلينتون‏,‏ وكاد أن يتم طرده من البيت الابيض لتورطه في الكذب تحت اليمين في فضيحة تورطه في علاقة مع متدربة‏.‏والآن‏..‏ ونحن في عصر العولمة‏..‏ وحيث يتدفق المهاجرون من كل مكان‏,‏ لا علي أمريكا وحدها‏,‏ بل علي كل بلاد العالم‏,‏ حتي أوروبا‏,‏ إذا بها تفاجئ العالم‏,‏ والدنيا‏,‏ باختيار أسود إفريقي الأصل ليشغل مكان الأبيض الاوروبي الأصل علي رأس قائمة الحزب الديمقراطي‏,‏ وتبدي استعدادها الكامل لكي يتولي الرئاسة‏.‏من يصدق أن الرجل الأسود‏,‏ الذي تم استقدامه عبدا ليعمل في مزارع القطن في الجنوب الأمريكي‏,‏ انفتح أمامه الطريق خلال‏148‏ سنة من لحظة تحرير العبيد‏,‏ ليصبح في إمكانه أن يدخل البيت الأبيض سيدا له؟

هناك تعليقان (2):

غير معرف يقول...

Can u belive he will succed ? for me:no

Unknown يقول...

WHY NOT?
HOPE+WORK=SUCCESS