ذكرتنى..2

كما قلت استخرنا الله وذهبنا الى استاذنا الدكتور بدران
اجرينا الجراحة الضرورية ومكثنا بالمستشفى حوالى اسبوعين
لن اقول كيف كان حال بيتنا فى تلك الايام نعم لم ينقصه
.. أكل ولا شرب كما يقولون ولكن كانت تنقصه الروح روحها هى
نعم تنقصه روحها وحضورها بيننا فقد توفيت امى قبل اعوام طويلة من ذلك
فقامت هى بدور الام لكل من بالبيت لىّ ولاولادها وحتى (لأم نادية)مدبرة منزلنا
العجوز منذ سنوات بعيدة قامت هى بكل هذا بكل كفاءة والحمد لله ثم فجأة تنسحب
هى من كل هذاويصير عليها محتمآ ان ترقد بالسرير ايامآ حتى يبرأ الجرح والا حدث مالم يحمد عقباه
لكن كيف الرقود بالبيت وهناك اطفال يحتاجون اليك بل وطفل رضيع لم يكمل بعد الثلاثة اسابيع من عمره....طبعآ لم يكن الامر سهلا علينا ولا عليها وتزيد هى علينا احساسها بفقدها جزء من انوثتها .......لم تكن قد بلغت الرابعة والثلاثين حينها وكان هذا الاحساس بالفقد هو اصعب شىء عانته هى(اكثر من جروحها الجسدية) وحاول كل من حولهاتخفيف هذا عنها...فهل افلحنا ياترى ؟لا ادرى ولكن امام الاحداث العظيمة لايكون امامك الا التسليم بها....وهذا من رحمة الله بنا.كما قلت تعافت هى من جروحها ومضت الايام... وحانت لحظة زيارة الدكتور بدران مرة اخرى ليقول لنا ماذا سنفعل بعد ذلك:حقيقة اقترح علينا زيارة الدكتور(.....خبير العلاج بالاشعة والكيماوى) ولكننا لم نفعل !!!!!! نعم لم نفعل ...فضلنا اتباع حدسنا ولا تسألونى كيف هذا فإن هذا ما حدث: الورم او التغير الباثولوجى يشمل 50%فقط من الخلايا وقد استأصلناه كليآ (مع العضو المصاب ايضآ وتوجد حافة سليمة حوله فى العضو المصاب المستأصل كما ان التغير لم يصل ابدآ الى الخلايا الليفاوية التابعة له ونقطة اخرى هى احساسنا اوتوقعنا باننا مادمنا سنصل الى طبيب الكيماوى فلابد ان يباشر عمله هو الاخر(وافهمونى انتم) واهم شىءهو احساسنا ان الله سيمن عليها بالشفاء الكامل والتام بدون(الكيماوى ) ولا تلمونى فى احساسى فانا اتبعه كثيرآ
ولم يخب حسن ظنى بالله ابدآ ابدآ وهو ليس تواكلآ والله ولكنه حسن ظن بالله واخذ بالاسباب ايضآ.
صارت الايام تمر علينا عامآ بعد عامآ نوقد شمعة جديدة للصغير ليست له وحده بل لحياتنا كلنا ولنجاة حبيبتنا ونوراة بيتنااختى الكبرى وكلما مضى عام وأضئنا شمعة جديدة نعرف اننا (قد ابتعدنا )عن الخطر خطوة جديدة....وها قد مضت الايام و(العيال كبرت)نعم هو(ع) من يريد ان يتزوج حبيبته قد صار رجلآ و اقول انه صارعكازنا جميعآ بالبيت لمن يريد تأدية مهمة او مصلحة فى مكان ما فهو المرافق لاى فرد منا بصدر رحب مادام خاليآ من العمل و ومن (المواعيد)و لكن لا تقولوا له ذلك حتى لا (يتفاخر علينا)ويرى دلاله علينا هو الاخر
واقول الحمد لله رب العالمين واطلب الشفاء من الله لكل مريض وكل سقيم والصبر على ما اختاره الله لنا
والحمد لله رب العالمين