الأربعاء، فبراير 20، 2008

قصيدة من اسير


من أسير فلسطيني في سجن نفحة الإسرائيلي إلى أمّه
تحت عنوان "غزة.. أرض العزة" روى د. إبراهيم حمامي ما شاهده وما أحسّ به في زيارته بعد انقطاع طويل لقطاع غزة أثناء الأيام المعدودات لكسر حاجز معبر رفح المنصوب بين أهل فلسطين وأهل مصر. وفي ثنايا حديثه في الرسالة الرابعة (14/2/2008م) عن تلك الزيارة.. أورد الكلمات التالية والأبيات الواردة بعدها.
اقترب أحد الجلوس وقال هناك من يريد أن يكلمك، من هو؟ أجاب، أسير من سجن نفحة، بكل سرور. عرّف بنفسه وقال سمعنا أنك في غزة فأصرّ زملائي في السجن أن يوجّهوا لك هذه الرسالة، وبدأ بالقراءة، كلمات من أبطال شعبنا أسرانا البواسل جعلتني أرتجف، وتعثّرت الكلمات، وعجزت عن الردّ، هم يرحّبون بي من سجنهم، هم من يضحّون بسني عمرهم وجدوا الوقت ليؤكدوا على أخلاقهم وضيافتهم؟.. كيف لا، فهذه بلادهم وأرضهم ومن أجلها يضحّون، هم سادتُنا وتيجان رؤوسنا. لم أعرف بما أردّ، للمرة الألف غلبني الدمع. أضاف الأسير البطل هل تسمح لي بأن أرسل لك قصيدة كتبتها لأمي؟. ما هذا الأدب؟ هو يستأذنني؟ والله لو أمرني لأطعت، هذه قصيدته أضعها ليقرأها العالم، فرّج الله كربهم وفك أسرهم، آمين يا رب العالمين.
أماهُ ما نظَـمَ القـريضَ لسـاني
بـل فاضتِ الأوزانُ من وجدانِـي
جسدِي أسيـرٌ في سجونِ عدوِّنـا
لله يشكـو قَـسْـوةَ السـجّـانِ
لكنَّ رُوحـي لا تـزَالُ طليقـةً
لا تؤسرُ الأرواحُ بالقضـبانِ
بل يَـأْسِرُ الأرواحَ قيـدُ رذيلـةٍ
أو حبـلُ أهـواءٍ من الشيطـانِ
أماه قلبـي لا يـزالُ محـلِّقـاً
لا يعرفُ الإذعـانَ للأحـزانِ
وتطوفُ رُوحي كل يوم حولَكُـمْ
وبرَغْمِ ما حَوْلي من الجُـدْرانِ
فإليكِ يَحْـمِـلُني جناحُ محبـةٍ
رُبِطَتْ بعقدِ الـديـنِ والإيمـانِ
وجناحُ شـوقٍ لا يزالُ مُرَفْرِفـاً
فالشوقُ للأحبابِ قـدْ أضنانـي
قالتْ بِـلالُ بُنـيَّ قدْ أبكَيتَنـي
دمعاً ذَرا في القلـبِ والعينـانِ
يا أمّ لا تَبْكِـي علـيَّ فـإنَّنـي
أَبصـرْتُ دربِي لسْـتُ بالحيرانِ
وإليـكِ يـا أُمَّـاهُ ألـف تحيـةٍ
مُزِجَتْ بكـلِّ الحُـبِّ و العرفـانِ
أَرْضَعتِني بالعـزِّ في زمنٍ مضى
وغرستني في روضـة الـقـرآنِ
أَرْسلْتِنـي لتعلّـم الـذكر الحكيـم
وحـفظِـه بالـفهـم والإتقــانِ
فنشـأْتُ في حلقـاتِه تِـلْكَ التِـي
بسكينـةٍ حُفَّـتْ وباطمِـئْنـانِ
جمعٌ مـلائِكَـةُ الإلـهِ تحيطُـه
يتدارسُـون روائعَ الـتبيـانِ
تتنزَّلُ الرحماتُ عنـدَ جلوسِنـا
والخيـرُ يغْشَـانا من الرحمـنِ
فنشأْتُ بالقرآنِ أعـرفُ منْهَجي
وعقيـدتي وبمسجدي عنـواني
وورثتُ مِن أمـي الذكاءَ وفطنةً
ولقـدْ سبَقْـتُ بذلكمْ أقرانِـي
علمتِنِـي أنّ الحيـاةَ قصيـرةٌ
فتصيّدِ العـزماتِ دونَ توانِ
واستثمر الأوقـاتَ قبل فواتِها
لا تُـعْـذِرَنَّ دقـائق وثـوان
وَتَحَـلَّ بالصبـرِ الجميـل فإنَّه
خُلـقُ الـدعـاةِ وحُلّـة الأعيان
لا تَرْضَ يا وَلـدِي بهمّـةِ قاعـدٍ
واسـبِقْ سُـَراةَ القـومِ كالفرسانِ
قد كنتِ في موجِ الصعابِ كصخرةٍ
صبـرٌ وعزمٌ فيـكِ يلتقيـان
وزهدتِّ في الذهب النفيس لأجْلِنَا
أكـرِمْ بـذاك الـزُهْدِ والإحسـانِ
فالـحمـد لله الـعظيـم مَـليكِنـا
إحصـاءُ فضـلِكَ ليسَ في إمْكـاني
ثمّ الصلاةُ على الرسولِ حبِيبنا
نشـرَ الهُـدى والنورَ في الأكوانِ

هناك تعليقان (2):

Ahmed Al-Sabbagh يقول...

good

i like your blog

ahmed

Unknown يقول...

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أ.احمد
Thank you very much
اعلم انها متأخرة
ولكن وكما اقول عذرى
انى كنت جديدةعلى هذا العالم
ولم يخبرنى احد بما يجب علىّ فعله