السبت، مايو 10، 2008

عاجل ...عاجل

بيان عاجل
بقلم : محمود المناوي
صـراخ الجائعـين‏!‏
الاقتصاد الحر ليس معناه إطلاق وحش الغلاء علي الشعب الفقير‏,‏ فإن هناك مواد غذائية يجب أن تتحكم الدولة في أسعارها حتي لا يجوع الشعب‏.‏يجب أن نحافظ علي سعر الخبز والحليب إذا لم نستطع أن نتحكم في باقي المواد الغذائية الضرورية‏..‏ فالخبز هو الطعام الأساسي للشباب والشيوخ‏,‏ والحليب هو الغذاء الضروري للأطفال‏.‏وإذا زادت تكاليف انتاج الخبز‏,‏ فيجب علي الدولة أن تسهم في التكاليف حتي تحافظ علي سعر الرغيف‏,‏ وإذا زادت تكاليف انتاج الحليب فيجب أن تسارع الدولة بإعانة انتاج هذا الغذاء الضروري حتي لا يصبح غذاء الأطفال فوق طاقة الشعب الفقير‏.‏وإذا عجزت خرانة الدولة عن دفع هذه الاعانات‏..‏ فالحل الذي يتبع في كل دول العالم هو فرض رسوم اضافية علي الكماليات‏,‏ من أجل تثبيت سعر الخبز واللبن‏.‏ولن يصرخ القادرون لأن الدولة رفعت أسعار البارفان ومستحضرات التجميل لتمكين الفقير من أن يأكل رغيفا والطفل الصغير من أن يشرب كوبا من اللبن‏!‏ولن يلومنا أحد إذا نحن أعدنا النظر في أي اتفاقيات لتصدير ثرواتنا الطبيعية لتصبح بالسعر العالمي لصالح شعب مصر‏.‏إن عملية شد الأحزمة علي البطون يجب أن تبدأ من فوق لا من تحت‏!‏ فمن غير المعقول أن نطلب من الرجل الفقير أن يشد الحزام علي بطنه ويأكل نصف رغيف بدلا من رغيف‏.‏ فمهمة الدولة أن تضمن أجرا للعامل الفقير يكفي لأن يشتري طعامه وطعام أولاده‏..‏ لأنه لو ضاق دخله عن إطفاء جوع أطفاله‏..‏ فإن الرجل الفقير سيكفر بالدولة‏..‏ ثم يتحول الكفر إلي ثورة‏.‏فالشعب الروسي لم يبدأ ثورته بسبب استبداد قيصر روسيا‏..‏ ولكن لأن أسعار الخبز ارتفعت في موسكو‏!‏ وثارت باريس وبرلين بسبب رغيف الخبز‏!‏الناس لا يهمها أن تسمع أن رئيس مجلس الوزراء اجتمع بالوزراء‏,‏ وإنما تريد أن يكون أول خبر في إذاعة النشرات هو تخفيض سعر صنف من الأصناف الضرورية‏.‏الناس تريد أن تعرف هل سيستمر الغلاء؟ وهل سيتفاقم؟ وهل فكرتم في وقف موجته الجنونية؟ وهل هناك طريقة لتخفيض بعض أسعار الحاجات الضرورية؟ وما هي هذه الطريقة؟الرغيف الرخيص والغذاء الذي يباع في حدود طاقة الشعب هما الحصون التي تبنيها الدولة الحديثة لمواجهة المبادئ الهدامة والثورات‏!‏إن الشرطة وأجهزة الأمن أعجز من أن تواجه سخط الشعوب‏..‏ والرصاص أعجز من أن يسكت صراخ الجائعين‏!‏

ليست هناك تعليقات: