وكأن الايام تسلبنا يوم بعد يوم
رمزآ من رموز هويتنا ووطننا العربى الكبير
بالامس القريب كان الدكتور المسيرى
واليوم رحل عنا شاعر فلسطين الكبير
محمود درويش
قصيدة بطاقة هوية
**************
سجِّل! أنا عربي
ورقمُ بطاقتي خمسونَ
وأطفالي ثمانيةٌ
وتاسعهُم.. سيأتي بعدَ صيف
فهلْ تغضبْ؟
سجِّلْ
أنا عربي
وأعملُ مع رفاقِ الكدحِ في محجرْ
وأطفالي ثمانيةٌ
أسلُّ لهمْ رغيفَ الخبزِ،
والأثوابَ والدفترْ
من الصخرِ
ولا أتوسَّلُ الصدقاتِ من بابِكْ
ولا أصغرْ
أمامَ بلاطِ أعتابكْ
فهل تغضب؟
سجل
أنا عربي
أنا إسمٌ بلا لقبِ
صبورٌ في بلادٍ كلُّ ما فيها
يعيشُ بفورةِ الغضبِ
جذوري...
قبلَ ميلادِ الزمانِ رستْ
وقبلَ تفتّحِ الحقبِ
وقبلَ السّروِ والزيتونِ
.. وقبلَ ترعرعِ العشبِ
أبي.. من أسرةِ المحراثِ
لا من سادةٍ نجبِ
وجدّي كانَ فلاحاً
بلا حسبٍ.. ولا نسبِ!
يعلّمني شموخَ الشمسِ قبلَ قراءةِ الكتبِ
وبيتي كوخُ ناطورٍ
منَ الأعوادِ والقصبِ
فهل ترضيكَ منزلتي؟
أنا إسمٌ بلا لقبِ
سجل
أنا عربي
ولونُ الشعرِ.. فحميٌّ
ولونُ العينِ.. بنيٌّ
وميزاتي
على رأسي عقالٌ فوقَ كوفيّه
وكفّي صلبةٌ كالصخرِ
تخمشُ من يلامسَها
وعنواني
أنا من قريةٍ عزلاءَ منسيّهْ
شوارعُها بلا أسماء
وكلُّ رجالها في الحقلِ والمحجرْ
فهل تغضبْ؟
سجِّل
أنا عربي
سلبتَ كرومَ أجدادي
وأرضاً كنتُ أفلحُها
أنا وجميعُ أولادي
ولم تتركْ لنا.. ولكلِّ أحفادي
سوى هذي الصخورِ..
فهل ستأخذُها
حكومتكمْ.. كما قيلا
إذن
سجِّل.. برأسِ الصفحةِ الأولى
أنا لا أكرهُ الناسَ
ولا أسطو على أحدٍ
ولكنّي.. إذا ما جعتُ
آكلُ لحمَ مغتصبي
حذارِ.. حذارِ.. من جوعي
ومن غضبي
الأحد، أغسطس 10، 2008
رحيل شاعركبير
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
هناك 4 تعليقات:
إنا لله و إنا إليه راجعون
رحم الله الشاعر المناضل الكبير
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اسير حبيبته
حرر الله اسرآنا جميعآ
البقاء والدوام لله
وحده رب العالمين
رحم الله شاعرنا
محمود درويش
وتغمده
بفسيح
جناته
امين.
وجدّي كانَ فلاحاً
بلا حسبٍ .. ولا نسبِ!
يعلّمني شموخَ الشمسِ قبلَ قراءةِ الكتبِ
وكعادتي أأتي متأخرا خير من عدم المجيء
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لآجىء الى متى
عائدون إن شاء الله
رحل درويش جسدآ
لكن بقى روحآ
وكلمااااااات
ومرحبآ بك فى كل
وقت (نقدر ظروفكم)
تحياتى لك
ولكل اهل
فلسطين الغالية
إرسال تعليق